زحف الصحراء يهدد العراقيين دعوات لحلول مجدية لمواجهة التداعيات: العراق قد يشهد مجاعة
19-Sep-2022

يعد زحف الصحراء من أبرز الأخطار التي تتربص بمستقبل العراقيين، ويضاف إلى قائمة الأزمات التي تعاني منها البلاد، حيث لا تقل تأثيراته السلبية عن الازمات السياسية والاقتصادية المزمنة في العراق، وسط مخاوف من ضعف الإجراءات المتخذة لمواجهة تداعيات التصحر.
شح المياه وتردي الواقع الزراعي والاقتصادي وجائحة كورونا عوامل أدت إلى تدهور الأمن الغذائي في العراق، وتخوفات من الذهاب إلى مجاعة في الغذاء.
وصنفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، العراق من ضمن الدول الأشد الدول تضرراً من وباء كورونا والحرب الأوكرانية فيما يتعلق بالأمن الغذائي.
ويرى مراقبون أن الاجراءات الحكومية “ضعيفة”، ولا توجد توقعات بخروجها بنتائج ملموسة، وأن تقارير رسمية تفيد بأن نصف مساحة أراضي البلاد تواجه تهديدا حقيقيا بفعل التصحر.
وقالت مدير عام دائرة الغابات ومكافحة التصحر في وزارة الزراعة، راوية مزعل، إن “دائرة الغابات ومكافحة التصحر في وزارة الزراعة ستبدأ بحملة تشجير تشمل عدداً من المواقع في البلاد”.
وبحسب حديث لمزعل، فأن “الدائرة في طور الاستعداد للحملة الخريفية السنوية لمقاومة التصحر والتقليل من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة. وعلى المستوى الداخلي جرى البدء بنشاط مشروع تثبيت الكثبان الرملية على الطريق السريع الدولي الذي يربط المحافظات (ذي قار والمثنى والديوانية)، بأعمال التغطية الطينية للكثبان الرملية وبعدها ستكون هنالك أعمال التثبيت الميكانيكي، وأعمال التثبيت البيولوجي، والتشجير، وإيجاد مصادر المياه لغرض سقي تلك النباتات”.
وبينت الوزارة أن “الهدف منه هو التقليل من الآثار السلبية للعواصف الغبارية والترابية التي أصبحت مألوفة بالآونة الأخيرة في العراق”، فيما أشارت إلى أن “المشروع سيكون متكاملاً للقضاء على ظاهرة التصحر والعواصف الغبارية والترابية في البلاد”، بحسب قولها.
ونوهت الى أنه “على الصعيد الدولي تم الإعداد لأوراق عمل خاصة لكل وزارة تقدم مع الوفود لوضع رؤية استراتيجية للحد من التأثيرات السلبية ومقاومة التصحر، والتركيز أيضا على مواضيع المياه والجفاف، التي يعانيهما العراق”.
لافتة الى أن” الأوراق ستقدم في مؤتمر القاهرة الخاص بالأطراف الدولية والذي سيعقد في السابع والعشرين من تشرين الثاني للعام الجاري”.
وواصلت أن “هناك مساعي لتأهيل الغابات في البلاد، والاستعدادات قائمة لتجهيز مستلزمات العمل الخاصة بدليل الغابات وعدد من محطات المراعي الطبيعية لزيادة النبات الطبيعي، وتوفير الغطاء النباتي لتحسين البيئة”.
وبيّنت أن “الوزارة تسعى الى إعادة نشاط مشروع الواحات الصحراوية في محافظة الأنبار الذي تعرض الى هجمات من قبل عصابات داعش الإرهابي إبان اجتياح المحافظة، والعمل جار على إعادة تأهيل عدد من هذه الواحات بواسطة توفير مستلزمات العمل، والأيدي العاملة، فضلاً عن مشاركة السكان المحليين في الأعمال، لغرض امتصاص البطالة”.
وعلى صعيد متصل، لا يخفي المهتمون بهذا الشأن قلقهم من استمرار ظاهرة التصحر بعدما أصبحت الكثبان الرميلة تفترس الأراضي الخصبة، بينما تتزايد الدعوات إلى ضرورة إيجاد برامج واضحة ومجدية لحل هذه القضية المهمة والتي تمسّ حياة الناس بشكل مباشر.
وأكدت التقارير الدولية المعنية بالبيئة والمناخ أن العراق خامس أكثر الدول المتضررة من أزمة المناخ وما يرافق هذا الترتيب المقلق من نسب جفاف عالية وزحف الصحراء وارتفاع لافت في درجات الحرارة.
بدورها، تقول الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم إن “الجانب الغذائي في العراق متضرر جدا” مستدركة، “قد يشهد العراق مجاعة في حال استمر سوء الإدارة الاقتصادية وتبذير الأموال كما هو عليه”.
وشددت سميسم على “ضرورة الاستفادة من فائض النفط، بتوفير الخزين الستراتيجي من الحبوب والزيوت اضافة الى استثماره في حل مشكلة المياه والزراعة”.
وبينت، أن “الامكانات المادية متاحة، إذ يشهد العراق منذ منتصف العام 2021 زيادة في أسعار النفط”، داعية الى “دعم المنتج المحلي الغذائي”.